أحلام محفوظ بعد وفاته
بعد أيام من موت نجيب محفوظ،
بدأت تصل إلينا رسائل بخط يده على الفاكس. أحلام، تلو أحلام، كنا نتجاهلها؛
فـ"لا بد أن يكون أرسلها إلى كل الصحف. إذا كان أرسلها إلينا نحن". نحن
الذين، نسيت أن أقول هذا، لا نصدر أبدا.
لا شك أن أحلاما كثيرة ضاعت،
قبل أن ننتبه إلى أن الجرائد التقليدية (التي تصدر) لا تنشر شيئا من
"أحلامنا". حتى مجلة نصف الدنيا. حتى أخبار الأدب. فجمعنا كل ما لدينا،
وصرنا نتحقق كل يوم من الفاكس، ولم يخذلنا نجيب قط.
الظن السائد بيننا أن الأستاذ
يلعب معنا لعبة قذرة: يحاول أن يغرينا بالصدور، فنفقد الشيء الوحيد الذي يميِّزنا.
ولم نكن، نحن بالذات، لنقسو على رجل ميت، فنغيِّر مثلا رقم الفاكس.
واليوم دخلت على رئيس التحرير
متهللا، وقبل أن أعلن أنني وجدت الحل الأمثل لأحلام محفوظ، صدمني: ما هذه القمامة
يا رجل؟ إنها فعلا تستحق النشر.