Monday, December 14, 2015

إلى الأدب ... وإلى الأبد

أتذكر الآن سرحان عبد البصير وهو يقول لمفتش المباحث "ما تمشي الناس دول ونقعد نغني أنا وانت". كان هؤلاء الناس كما تعرفون مجموعة من عتاة المخبرين. والآن أقرأ عنوان مقالة عن الشرطة (Hyphen)    الأكثر غموضا في تاريخ الأدب، وبينما أقرأ سطور المقال الأولى، وأجد أنه عن موبي ديك، وكيف أن أخا له أدخل تعديلات اعتباطية على المسودة الأخيرة من الكتاب. وبنصف تركيز من أثر البرد، أفكر، لماذا لا تكون مثل هذه المواضيع محط اهتمامنا جميعا؟ جميعا؟ الصفحات الأولى من الجرائد وبرامج التوك شو، واجتماعات مجالس الوزراء. كلها فجأة تركز على البحث في قضايا من هذا النوع: هل كان محفوظ يخطط فعلا أن تكون الثلاثية كتابا واحدا؟ ما الذي دار بين جويس وبروست في لقائهما الوحيد؟ الأجزاء التي حذفها باوند من الأرض الخراب هل هي السبب في خراب الشعر الحديث؟ هل لو كان تركها كانت الدنيا تغيرت إلى الأفضل؟ وهكذا إلى الأدب، وهكذا إلى الأبد
وأتذكر أن مجرد الاقتراح كان سببا في إفاقة مفتش المباحث. قال له سرحان عبد البصير"ما تمشي الناس دول ونقعد نغني أنا وانت" فاسترد وجهه الخشبي.
 وهكذا هي الأفكار التي تراودني  في عزلة أدوية  البرد