لشمبورسكا قصيدة عن الأم، أو أم من
نوع ما، تأتي بعد كل حرب بمقشة فتزيل كل ما بقي من قذارات. هذه الأم نفسها، بهذه
المقشة نفسها، تعمل طول الوقت، لا تنتظر أن تضع الحرب أوزارها مثلما تصورت
شمبورسكا. هذه الأم في عمل دائم، وهذه المقشة لا تكف عن الكنس. انظروا مثلا إلى ما
يحدث بعدما يموت كاتب تافه. تمر عليه هذه الأم بالمقشة، وفجأة: لا أثر. المقالات
التي كتبها عنها أصدقاؤه، الجوائز التي فاز بها، النسخ التي باعها، النكات التي
ألقاها. لا شيء. زوال تام. لا أتكلم طبعا عن إدوار الخراط ولا عن الغيطاني. أتكلم
عن أسماء لم أعد أعرفها، ولا أنتم الآن تتذكرونها. أتكلم لأنذر نفسي أو لأبشرها.
مقشة لا غربال.
وقبل أيام كنت أتكلم مع صديق عن معيار قاس توصلت إليه منذ بعض الوقت أنا المغرم بأفلام نهاية العالم: الكتب الجديرة بأن نضعها معنا على السفينة التي لن ينجو إلا من وما عليها. عندما أعمل هذا المعيار بتجرد من يستبقي لأبنائه ما هم بحاجة فعلا إليه، أجد أن كثيرين جدا من الكتاب يبقون خارج السفينة، وقليلين جدا هم الذين نأخذ من أعمالهم عملا أو اثنين في أحسن الحالات.
وقبل أيام كنت أتكلم مع صديق عن معيار قاس توصلت إليه منذ بعض الوقت أنا المغرم بأفلام نهاية العالم: الكتب الجديرة بأن نضعها معنا على السفينة التي لن ينجو إلا من وما عليها. عندما أعمل هذا المعيار بتجرد من يستبقي لأبنائه ما هم بحاجة فعلا إليه، أجد أن كثيرين جدا من الكتاب يبقون خارج السفينة، وقليلين جدا هم الذين نأخذ من أعمالهم عملا أو اثنين في أحسن الحالات.