التجربة
إلى
أم أيمن[i]
بهدوء
شديد، اقترب العالم من السلحفاة حاملا الدلو البلاستيكي، وبسرعة أفرغ عليها الطلاء
الأحمر، وطبعا جفلت السلحفاة، وانسحبت داخل صدفتها، ولكن ليس قبل أن يدرك الأحمر
رأسها على الأقل، وذلك ما أكده فيلم الفيديو عند عرضه بالبطيء. الطلاء الأحمر أصاب
رأس السلحفاة بالكامل. ولكن عندما خرجت السلحفاة بعد ذلك لم يكن رأسها أحمر. ثم لم
يكن أخضر، ثم لم يكن أزرق ثم لم يكن نيليا، ثم لم يكن بنفسجيا. وانتهت ألوان قوس
قزح، ولكن الألوان لا نهاية لها، وليس من سبيل إلى اعتبار التجربة محسومة.
ولكن بوسعنا
ـ قطعا ـ أن نستنتج بناء على تكرار نتيجة واحدة آلاف المرات، أن داخل صدفة
السلحفاة وسيلة ما للتنظيف: شلالا صغيرا، نهرا جاريا، أو حتى شبكة مياه كاملة. إلا
لو أردنا أن نسلم بالفرضية العجائبية التي تم تصميم هذه التجربة كلها لإثباتها، وهي
أن السلحفاة لا تخرج من الصدفة مرتين.