قال لي صديقي نون ـ يا للحيطة! كم أنا إنسان عظيم الحذر ويمكن طبعا حذف الحذر ـ إن فلانا يحبني من زمان فقلت له وليه ما عزمنيش على سينما لحد دلوقت. وهذا يبين أولا أن دمي خفيف، وثانيا أنني لا أبالي إن كنت محبوبا ـ مع أنني أبالي بهذا ولا أعمل له شأن حالي مع الجنة ـ وثالثا أنني أعتقد أن الأحباب ينبغي أن يذهبوا معا إلى السينما، وهنا لنا وقفة.
الحب تضحية ... بالحبيبة. أو لنقل بدون إثارة إذاعية: الحب تضحية بالحبيبة.
على المحب الجديد ـ وهذه نصيحة من محب عتيد أتلفه الهوى ـ أن يبدأ العلاقة على التليفون أو المسنجر، وألا يكشف لحبيبته عن شخصيته أبدا، وأن يجعلها تحبه، ثم يصف لها نفسه وكأنه منير مراد، أو سراج منير. ثم يقابلها، فإذا كانت تنتظر منير مراد ووجدت أمامها سراج منير أو العكس فسوف تموت على الفور، أو تصيبها الصدمة ـ إن كانت قوية ـ بحالة من العته تخرجها إلى الأبد من دائرة البشر إلى دائرة أهداب البشر التي مصيرها التساقط من فرط الإهمال. وهكذا تبقى للحبيب إلى الأبد ذكرى إنسان يستحق الحب.
وكلنا ـ أقصد البشر الذين يؤمنون أن الإنسان حيوان إذا كان اجتماعيا ـ نعرف أن الذهاب إلى السينما يكون لذيذا فقط حينما يذهب المرء وحده.
تحيا السينما من أجل الفرد ... يسقط صلاح أبو سيف