وصلتني رسالة صباح اليوم من الصديق م ز من القاهرة، هو حاليا في كردستان، وظهر اليوم، أي منذ حولي أكثر من عشر دقائق، رددت عليه برسالة أيضا، وفي حين أنني لا أستطيع أن أنشر رسالته هنا، إلا إذا استأذنته، ولا عاش ولا كان من أستأذنه، فلن أنشرها. يبقى أنني أستطيع أن أنشر رسالتي أنا إليه. لماذا؟ لماذا أفعل ذلك؟ لماذا أنشر رسالة خاصة؟ إلى أي مدى أبعد من ذلك سوف أنحدر؟ أجوبة هذه الأسئلة جميعا في علم الغيب.
أنا بخير، لا ينقصني سوى أخباركم في كوكب الأرض. الحياة هنا في الـ inferno أقل سوءا مما يجدر بها. وإن كان تصوير دانتي للمسألة برمتها يدخل في عداد المهزلة.
اللحية؟ التروتسكية؟لا أعرف. أذكر أنني كنت أحلق ذقني ثم تركت بدافع من اللعب المحض هذا الجزء. واعتدته، وأصبح معلقا بوجهي شيء جديد. يوازن الأشياء المعلقة على كتفي، أو يحاول موازنتها.
ليتني أنكفئ.
مندهش من سؤالك عما إذا كنت قد كتبت عنك. وأشد اندهاشا من رغبتك في أن تسمع عن نفسك من آخرين. وكأن هناك آخرين أصلا. يا عزيزي، بكل قلة أدب، واللا بلاش بكل قلة أدب، كل ما ومن عدا الذات لا يستحق مساحة في ذاكرتك، ولا أن يمر في مجالك البصري.
قريبا سأطبق هذا حرفيا في حياتي. ليس الشهر القادم طبعا، وربما لا يحدث ذلك في العام القادم. لكنني لن أسمح بأن أموت دون أن أجلس في مقعد في الريح غير خائف ولا مشغول ولا مسئول ولا مبال ولا متذكر
ألزهايمر ليس مرضا
إنه مقام
كيف توشك أن تقابل الله وفي ذهنك ذكريات وآمال وأفكار
تحياتي لها ولابنكما مهيار ولشيركو بيكه سه ولكل من حولكم في كوكب الأرض
من الجحيم
أحمد