Wednesday, October 31, 2007

يلعن أبو العيشة .. الجزء الثاني


تبين أن الزبادي الذي أتناوله منذ سنتين ليس سوى يع، وأن الزبادي الحقيقي (مثل الحياة) هو في مكان آخر، وأن سكري ما بيحليش، وعشان كده نسكافيهي مر، والعجيب أني أشربه وكأنما لا وظيفة للساني إلا البصق، مع أن وظيفة لساني الوحيدة هي التذوق، ولا ينبغي أن تكون له (أي لساني أنا بالذات) أي وظيفة أخرى (الكلام مثلا). تبين أن قمصاني لاتناسب بناطيلي، وبناطيلي أقصر من ساقي، وهل هذه حدوة بني، أم أنها سوداء ملطشة
تبين أنني أثير الضحك، دون أن يعني هذا أن دمي خفيف
تبين أنني سوف أدخل النار، ولن يحول هذا دون عقابات دنيوية أخرى (ربنا مش هيبارك لي أبدا). تبين أن طوب الأرض يستغفلني (أوافق بالنسبة لسائقي التاكسي ورؤسائي في العمل وخلافه، وأبرئ الطوب). وأني لا يمكن أن أكون أب، بالكتير داون، وهذه أضحكتني
والآن، عندما يقول لك شخص إنك حمار، لا تصمت باعتبار أن الأعمى يرى أنك لست حمارا، ولا تقل له "الله يسامحك" فمن أدراك أن التعبيرات الاصطلاحية لا تعامل في السماء (كما في الترجمات اللبنانية) بحرفيتها، وهكذا تعتبر داعيا وقد يحدث ويستجاب لك، وتحرم سيادتك من اللحظة التي لن تذهب إلى يوم القيامة إلا لكي تراها
عليك حين يقول لك أحد إنك حمار أن تقول له لا أنا لست حمارا يا افندم، ولو كنت حمارا لما قلت حضرتك لي إنني حمار، لأن هذا (1) كان سيكون معروفا لي و(2) لأن حضرتك تعرف أن الحمار لن يفهم كلامك. وهكذا فقط تتمكن من إنهاك عدوك، إذ سيكون على هذا الشخص في المرة التالية أن يبدأ من الصفر فيقول لك من الأول إنك حمار
أما لو صمت في المرة الأولى، فستجد (بعدها مباشرة) برسيما حيثما تتوقع جبنة بقوطة، وستنزل إلى الشغل فتجد نفسك تجر عربة يعتليها عربجي يشرب شايا بلبن، ويصبح بطلك/مسيحك/مهديك المنتظر هو ذلك الذي يحب الحمار، بجد
لا يمكن لأحد أن يشعرك بالدونية ما لم تسمح له بذلك. هذه هي الحكمة التي نستخلصها من درس اليوم، فالنضالَ النضالَ
أو
ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة