فيما يلي قصيدة لجيمس تيت. ليس لأنه شاعر أمريكي مهم وبديع. جيمس تيت يشبه ولدا أعرفه، ولدا معاقا ذهنيا، آخر مرة رأيته فيها كانت منذ ثلاثة عشر عاما، أيامها كنت على يقين بأن أبويه ـ بحكم الزمن ـ سوف يموتان، ويتركانه، وإخوته ـ كنت أحب واحدة منهم ـ سوف ينشغلون عنه، هي بزوجها وأولادها والبقية بزوجاتهم وأزواجهن والأولاد، وأن هذا الولد سوف يعيش معي. كان من المفترض في ذلك الوقت أنني لن أتزوج أبدا، ولن يكون لي نهائيا أبناء، وأنني سأظل أحب أخته برغم أنها ستتزوج وتنجب. تخلصت من حبها بأسرع مما كنت أتوقع، وأبطأ مما يحدث عادة، ثم (تفيد التعقيب والتراخي) تزوجت، فصار لي ابن، وهي تزوجت، وصار لها أبناء. ولا أعرف شيئا عنك يا صديقي الجميل، أي شيء. حتى الشذرات التي تصلني عن أسرتك متفرقة بين الحين والآخر لا تضم حرفا عنك. كل من تعرفهم يريدون أن ينسوك، ينتظرون أن يحدث شيء كالذي حدث لطفل مثلك في قصة ليحيى حقي: وقع من البلكونة. أنت الآن في مطلع العشرينيات من عمرك. وأنا لست قديسا، ولست نبيا، ولست الرحمة المهداة من الله للعالمين، ولكني أريد ببساطة أن يتحقق الجزء الوحيد الذي لا يزال قابلا للتحقيق في نبوءتي. وسوف أستعد لذلك بسياج من الحديد للبلكونة.
تعليم القرد كتابة القصائد
وهم يعلمون القرد كتابة القصائد:
في البداية قيدوه إلى مقعدٍ
وربطوا قلما في يده
(أما الورقة فكانت مثبتةً بالمسامير).
أحنى د. بلوسبَير كتفيه
وهمس في أذنه:
"أنت الآن مثل إله...
لم لا تجرب أن تكتب شيئا".