Monday, August 13, 2007

في طحا

هي طحانوب. قرية كانت جميلة، ولا يزال هناك ـ أنا واثق ـ من يراها جميلة إلى الآن. هناك بالذات طفل رائع يحبها بقدر ما يحب البقاء في البيت مع كتب أكبر من سنه. طفل يعنفه أبوه لأنه يصاحب المكوجي والحلواني وعمال البلوك في المحطة والإسلاميين وأعضاء الحزب الناصري.
في طحا، وبعد عام كامل أو بالتحديد أحد عشر شهرا، لم يحدث أي شيء.
مررت في سيارة أخي أمام بيتنا القديم، ومن دكان الخردواتي سمعت صيحة حمدالله ع السلامة. فأخرجت يدي من الشباك ورفعتها إلى أعلى ولو الواحد بيكتب رواية أو قصيدة أو بيكدب كنت قلت اني نزلتها بعد كده بخجل. بس بما اني ما باعملش أي حاجة من دي دلوقت فيكفي أقول اني باكتب الموقف دا كله علشان أبطل تفكير فيه.
دكان الخردواتي دا كان لحد فترة قريبة جدا اسمه الدكان، وكان كفاية أقول لهم في البيت "أنا في الدكان" أو "أنا تحت" عشان يعرفوا اني قاعد باشيِّش مع عماد حمدي اللي كان زميلي في المدرسة.
في طحا طلعت أودتي، لقيت زياد أخويا فارش كتبه القانونية على مكتبي، ومعلق لوحة البهلوان قدامه، اللوحة اللي قعد يتحايل عليا أسيبهاله وانا مارضيتش. واكتشفت انه معلق ع البلكونة يافطة مكتوب عليها ما يعني اني أودتي بقت مكتب محامي.
برغم كده، في جميع الأوراق الرسمية اللي اضطريت أملاها في الأيام اللي فاتت كتبت أن محل الإقامة هو طحانوب شبين القناطر القليوبية، وذلك ببساطة لأنني لم أغير أي ورقة حتى الآن. حتى بطاقتي، لا تزال شخصية.