Monday, August 13, 2007

في القاهرة 2

أقرأ لإمبرتو إكّو وأنا لا أحب أمبرتو إكو. ولكننا جميعا اضطررنا صغارا إلى احتمال إبر في جلودنا وأدوية مريرة وكبرنا لندرس مادة التربية الوطنية ولا أقصد أن قراءة أمبرتو إكو دواء أو تطعيم أو مهمة، ولكنه تحدث كثيرا عن علاقته بسائقي التاكسي وأنا أريد أن أتحدث عن علاقتي بسائق تاكسي ولكني خائف أن يقال إنني عائد من الخليج بتعطيش الجيم وإني بقيت باركب تاكسيات، وخوفي نابع أساسا من أنني أريد أن أترك ديوانا لدر نشر أساسا بتاخد فلوس كتير فما بالكم لو تسرب إلى مسامع صاحبها خبر أنني أعمل في الخليج. وسائق التاكسي الذي أوقفته بالأمس في عز الحر وطلبت منه أن يقلني حتى آخر الشارع وكان معه شخص يبدو أخوه من الأم مثلا. وعند آخر الشارع أعطيته خمسة جنيه وطلبت الباقي متوقعا أربعة فقال إن مامعاهوش فكة، وكان بالقرب كشك أتعامل معه فقلت إنني سأفك حالا، قال لي هات لنا بيبسي كانز، بأدب جم عدت بعلبتين فلم أجد من اللياقة أن أشتري لأخ وأترك الآخر حتى لو كان من أم تانية. عدت بالعلبتين ولم أعرف كيف سيتم التعامل معي الآن ماديا، كيف سيتم حل إشكالية الأجرة، هل سأعطيه علبتي الكوكاكولا (التي هي أفضل من البيبسي طبعا) والجنيه ثم لا أعود إلى البيت قبل أن أقيس ضغطي في الأجزخانة.
أنا أساسا منذ فترة لا أشرب أي مياه غازية، وتبين أن الأخ من الأم يتبنى نفس الموقف. أخذ السائق علبة وقال لي كده تمام، قلت له إن كده مش تمام ولا حاجة واني عايز جنيه لأن الحتة اللي ركبتها صغيرة جدا والجنيه حلو قوي عليها، أعطاني نصف جنيه فقط، بينما هو وأخوه من الأم يضحكان. حسيت اني اتهزأت، ولقيت في إيدي علبة كوكاكولا. لما رجعت البيت قلت لمراتي أن واحد صاحبي ما قابلتوش من زمان قابلني بالصدفة وأصر يعزمني وأحرجت أقول له اني ما باشربش. كنت متوقع تسألني إيه حكاية أصحابك مع الكوكاكولا، دي تاني مرة ترجع لي بعلبة ف إيدك. بس الحمد لله ما قالتش كده. وضعتها في التلاجة وافتكرت دولاب أحمد حلمي في ميدو مشاكل، وجلابيبه الرائعة