ـ الحلاق واثق في نفسه للغاية، رفض أن أدخل بالسيجارة، برغم أن المحل ليس مكيفا، وبرغم أنه لم يكن ثمة زبائن عند ميتين أمه، ألقيت السيجارة ودخلت وقررت أن السعوديين بشر أيضا وأن هناك بالضرورة قيما جمالية في قراءتهم للقرآن فمضيت أستمع إلى التلاوة، وبالتدريج بدأت أستمتع، ولكن بالمعاني والصياغة على الأرجح، ولاحظت أن المنضدة ـ التي يجب أن يكون عليها أعداد قديمة من مجلات ربما لم تعد تصدر ـ كانت تحمل كتيبات دينية، وعندما دخل زبون آخر، انخرط مع الحلاق في حوار عن مواقع إنترنت لا أعرفها، بينما كان الحجم الذي يشغله رأسي من الهواء يتضاءل باطراد.
ـ الموسيقى التي كانت تمتعني في عمان، هي التي أستمع إليها الآن.