عند الحد
عند الحد الفاصل بين الماضي والمستقبل
لا توجد لافتة على سارية تنبهك أن جواز سفرك
لن يتيح لك العودة إلى بلدك الأم
وأنت بعد مواطن،
بل كسائح غير مسموح له أن يخالط أهل البلد.
لا حارس يخرج من حجرته
فيبين لك أنك لن ترجع بهدايا
مهما تكن بسيطة،
بل ولن تمرر ورقة إلى أصحابك
تبين لهم أيا من مخاوفهم بلا أساس
وأيا من أحلامهم مغرق في الطموح.
أواثق أنت أنك جاهز للرحيل،
لعبور جسر يبدأ تحت سماء صافية
وينتهي في ضباب؟
لاحظ فقط، أنك بدأت العبور بالفعل
وأنه جسر من حارة واحدة لا مجال فيه للالتفاف.
بل ولا وقت فيه للتوقف
فمن خلفك السائقون
يضغطون أبواق سياراتهم،
سائقون أقنعوا أنفسهم
أن في الجانب الآخر بيوتا في انتظارهم.