كانت عند تامر الصباغ وهو قاص صاحبي قصة قصيرة جميلة جدا اسمها الملكة، واسمها الملكة لأنه رفض ـ عن حق ـ عنوان "عالم سماء الضيق" الذي اقترحته عليه. سماء كانت الشخصية الأساسية في القصة، وفي مرة في ندوة قلت إن عالم سماء كله وربما شخصيتها قد تكون تحددت باكتشافها لمعنى اسمها. السمو.
لو افترضنا إمكانية حصول هذا مع الناس الذين لأسمائهم معاني، فكيف تكون شخصية رجل اسمه فرحات؟ فرحات المنجي؟ هل سيكون دوما فرحان ومزقطط؟ أم ستطغى عليه صفة المنجي ويحس انه المخلص القادم لإنقاذ البشر؟ هو واحد من الشيوخ الأزهريين
مساء أمس كانت قناة العربية تبث نقاشا بين الشيخ المنجي ودكتورة اسمها سعاد صالح هي أيضا من جامعة الأزهر. والنقاش كان حول فتوى لمفتي مصر يحرم فيها رئاسة المرأة للدولة. أعتقد ان سياق ظهور الفتوى له علاقة بالتعديلات الدستورية، وربما بمعلومة وصلت إلى أجهزة الأمن بأن هويدا طه مثلا تعتزم ترشيح نفسها في يوم من الأيام للمنصب.
سعاد صالح تقول ان المراة يمكن أن تتولى الرئاسة معتمدة على ان نظام الرئاسة نفسه نظام غير ديني وإنه غير الخلافة تماما، ومعتمدة على أقوال فقهاء مثل ابن حزم صاحب كتاب الحب الرائع طوق الحمامة.
أما الشيخ المنجي فكان يرفض رئاسة المرأة معتمدا على الفقيه الهدهد.
قال المنجي إن الهدهد اندهش جدا ورفع حواجبه لما لقى بلقيس تحكم مملكة سبأ، مع ان كل ما قاله الهدهد لم يزد على: إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم. لم يندهش الهدهد إذن، ويمكن أن نفسر قوله "أوتيت من كل شيء" على أن بلقيس أوتيت من الحكمة والقدرة على إدارة الأمور، وهذا واضح من القصة.
لكن في النهاية، هذا هو إحساس الشيخ المنجي بالهدهد، هو أحس أن الهدهد اندهش، وإذا كان الهدهد اندهش، فعلينا بجد أن نعيد النظر في تولية المرأة شئون الحكوم أو القضاء، لأن مصر مليئة ففعلا بالهداهد. أنا شخصيا كنت أستمتع برؤيتها في طفولتي، وقرأت عنها قصة قصيرة جميلة لمحمد مستجاب، يعني وجود الهداهد ممتد من القليوبية حتى ديروط، وهذه مساحة لا يستهان بها من الوطن.
ربما يكون اسم المنجي هو الذي أثر أكثر في شخصية الشيخ كما يراها الشيخ، لكن أنا أظن ان فرحات أثر أكثر في شخصية الشيخ كما رأيتها هنا، أقول هذا بانيا على أن أحد الكوميديانات المصريين كان اسمه فرحات، أحمد فرحات، الطفل القزم الذي حظي بقبلة وحضن من هند رستم شخصيا في إشاعة حب