دي قصيدة لنين آندروز، شاعرة أمريكية نسوية:
"حكيتَ لي في لقاءاتنا الأولى
عن الأخريات اللواتي أحببتهن
أو أعجبنك
أو نمت معهن.
لم تكن إحداهن في مثل شقرتي أو ذكائي
هكذا قلتَ ثم سألتَ: وأنتِ؟
أجبتك لا أحد.
لم أحب أحدا قبلك.
ولن أحب.
ولمَّا لم تصدقني
أوضحت لك أنني كنت قبلك مؤمنة بالعفة.
بالحفاظ على نفسي للرجل الكامل.
كان للأمر علاقة بالدين،
بأسلوبي في الحياة،
فقد كنت في النهاية دارسة للاهوت وللفلسفة
وكنت أفكر في نيل درجات عليا فيهما.
لم أكن مجرد شقراء عبيطة.
ضحكتَ مني.
وحكيت لي عن لاعبة السيرك
التي مارست معها الحب
وأنتما معلقان بالحبال.
عن الساحرة التي في سورة الغرام
قطَّعتك شرائح.
فلم تعد بعدها كما كنت من قبل.
وظللت أرفض الكلام.
إلى أن اتهمتني ذات يوم بالكذب.
وقلت إني أداري الماضي.
فما كان مني إلا أن استسلمت.
وخنت عهد الكتمان.
وحكيت لك عن عملية الشقراوات الذكيات.
كيف أنني انخرطت لسنوات في العمل السري.
كنت واحدة من صفوة مكونة من الشقراوات فقط.
سرية منتقاة من الطيارات الودودات.
اضطررت أكثر من مرة أن أنام مع رجل مقنع
باسم السلام العالمي.
كنت مقيدة ومكممة،
أو ربما هو الذي كان كذلك.
ومرة قفزنا من طائرة مسرعة، وببطء انفتحت مظلاتنا،
وبينما الأرض غارقة تحتنا في اللهيب،
كانت سيقاننا تتشابك.
ربما حدث ذلك في عاصفة الصحراء
حين عميت عيناي تماما بسبب دخان مصافي النفط.
وظللت أسابيع لا أرى إلا بأصابعي ولساني.
هناك ضابط لا أعرفه إلا بطعم جلده
ورائحة سجائره والليمون.
جعلني أعيش على التين والعسل.
وفي نهاية مدة خدمتي،
نقلوني بسرعة من السرير إلى الطائرة،
ملفوفة في رايات بيضاء مثل المومياء.
وحين هبطت الطائرة على مروج الوطن
قالوا لي إنني حطمت قلب العدو.
ولولاي لقامت الحرب العالمية الثالثة.
ومنذ ذلك الحين وأنا أعاني مع نفسي
لتقنع بالعلاقات الجنسية الرتيبة تلك،
بالحياة اليومية،
وبالرجال العاديين شأن السجق أو البيض.
شأن البرغل أو اللحم المفروم.
ليس الأمر سهلا.
فدائما ما أحلم بيدين خشنتين
فوق وركيَّ،
بأزيز الطائرات من فوق رأسي،
بلمسة شخص غريب لم أر قط وجهه،
ولن أنطق اسمه،
ولن أنسى ما حييت
آخر شيء تمناه مني."