Tuesday, December 19, 2006

مجانيني

هناك لوحة لعبد الهادي الجزار اسمها المجنون الأخضر. أو مجنون الأخضر. لوحة تجعلني أغفر له لوحة السد العالي الجميلة التي أكرهها.
مجنون الأخضر.
دائما أتصور أن هذه طريقتي الخاصة والخاطئة والجميلة في نطق عنوان لوحته. ودائما أقول إنني أنا مجنون الأزرق. ففي أي لحظة من لحظات حياتي كان 90% مما في دولابي إما أزرق أو طامح إلى الأزرق في جنون. وفي أي يوم من أيامي لا بد أن أحتوي على شيء أزرق، قميص بنطلون جينز شراب، وإن لم يكن أي شيء من هذه، فهناك عيناي. ليستا زرقاوين ولكن باستطاعتهما دائما أن تريا أشياء زرقاء
تذكرت مجنون الأخضر عندما قابلت مجنونا. نقطة ومن أول السطر
حدثني يوم السبت بحماس شديد جدا عن إكس. وفي يوم الأحد حدثني بحماس شديد جدا عن سالب إكس. ليس لذلك السبب العادي جدا اعتبرته مجنونا. أنا أصلا لا أعتبر ذلك تناقضا. بالنسبة لي دا العادي. لكن ونحن نتكلم يوم الأحد المشار إليه لمعت عينه لمعة مرعبة وهو يتكلم عن إكس. خوفتني بجد. عنما كان يتكلم عن إكس بحماس شديد، كان يتكلم عن محبته لإكس. كان يقول والله العظيم باحب إكس. لم يكن هناك غيري. وكان يكفي أن يقول هذا بدون أي قسم. ولكنه عندما كان يتكلم عن سالب إكس. كان يعني فعلا سالب إكس. كان يعني نفي إكس تماما. وصدقوني ارتعبت. أنا شخصيا رأيته في ليلة يرفع زجاجة ليقتل شخصا لم يكن أقل منه سكرا هو ليس أسمر أشيب الشعر متغضن الوجه يزم شفتيه بعد كل كلمة وهو يبحث عن الكلمة التالية. هو ليس كذلك. هذه ملامح مجنون آخر. مر علي بالأمس في مكتبي تجاوز الستين تقريبا. رفض الجلوس، ووقف بجانبي، بينما كنت أترجم، بدا مشغول البال وهو واقف منحني الرأس يتابع ترجمتي، رافضا أن يعطلني، وأنا شخصيا استهبلت وقلت له شكرا، وواصلت شغلي. فاضطر أن يقول لي وهو واقف عندك فكرة عن طريقة عمل مروحة السقف سكت لكي يتابع فقال أظن أن حركتها تخلق فراغا أسفلها، شيء أشبه بمنخفض جوي، فتأتي الرياح من المناطق الباردة إلى ذلك المنخفض وبذلك يتلطف الجو استبعدت ذلك. فعاد يشرح لي وهو يحرك يده في شكل دائري فوق رأسي، محاولا معي لكي أفهم أن المنطقة ما بين يده ورأسي هي المنخفض المروحي قلت له طيب لنفرض هذا، أين المنطقة الباردة التي ستهب منها الرياح الباردة سكت قليلا، ثم قال إنه أساسا لا يعرف طريقة عمل مروحة السقف، وإن هذه نظرية، محض نظرية، وإنه جاء ليسألني عن معلوماتي حول طريقة عمل مروحة السقف قلت له أظن أنها تقوم على نظرية أخرى هي نظرية تقليب الهوا يا عم فلان وعموما سأسأل وأرد عليك وها أنا أسأل. يا ريت يا اخوانا حد يساعدني في الموضوع دا، أنا عايز نظرية، نظرية بجد، حاجة كدة تملا العين، وتريح الراجل قبل ما يموت، ويا ريت تكون نظرية لحد خواجة بيأكد فيها على فكرة المنخفض المروحي، هاكون متشكر خالص والله