Thursday, November 09, 2006

قوي قوي يا سلام

اتخانقنا خناقة لم يرتفع فيها صوت، قيل لي لو تبين أنك تخدعني فسيكون ردي قاسيا للغاية رددت على ذلك طبعا فقيل لي ومن الذي يهدد؟ أنا أخبرك فقط قلت شكرا كان هذا على التليفون، أقصد الهاتف، أقصد أنه جاءني هاتف في الصحو لو كان في المنام لما اعتبرته كابوسا ولا حلما. كنت سأعتبره مشهدا دراميا متواضعا تسلل إلى الحلم بسخافة وتطفل، ولكنه تسلل إلى الواقع
المسلسلات
لو أقابل الكلب الذي ابتدع هذه المسلسلات
كان من بين المحاور التي اقترحها احد المشاركين في البرنامج التدريبي الأسبوع الماضي محور عن مسلسلات رمضان. ترجمت للجدة س كلمة المسلسلات مستخدما اصطلاح سوب أوبرا، أو أوبرا الصابون، كما يطلقون في الغرب على المسلسلات. ظللنا طوال أسبوع نتكلم في السوب أوبرا، وفي صباح الأربعاء، نهاية الأسبوع، قال مقترح المحور إن معظم المسلسلات كان يتناول الفساد الحكومي فاندهشت س وقالت إن اوبرا الصابون لا تتناول الفساد، وإنما الدراما التليفزيونية هي التي قد تتناوله. أبديت أنا دهشتي وقلت، هل تفرقين بين أوبرا الصابون والدراما التليفزيونية، قالت نعم، فأوبرا الصابون قصة تليفزيونية أو إذاعية عن حياة الناس اليومية تدور في فلك مجموعة ثابتة من الأشخاص، وأنها غالبا ما تكون لغرض توعوي أو تثقيفي. حاجة كده زي عائلة مرزوق في البرنامج العام. قلت إني كنت أظن أوبرا الصابون اصطلاح يشير إلى الدراما التليفزيونية عموما. غضبت س، واتهمتني بتضليلها. فطلبت منها أن نتجاوز هذا، وفهمتها أن الذي اقترح المحور كان يعني الدراما التليفزيونية، وإن الدراما التليفزيونية عندنا تسمي مسلسلات، كل ما يتم تقديمه على الشاشة في حلقات هو مسلسل، لا نفرق بين ما هو أوبرا صابون وما هو دراما تليفزيونية. ظلت س غاضبة، ويبدو أن غضبها كان من نقص النيكوتين أكثر منه من أي شيء آخر، فحين انتهينا إلى الحديقة بين محاضرتين، قلت لها يا س يا بنت الناس، إنه سوء تفاهم ثقافي، قالت طبعا طبعا، وطلبت مني سيجارة لأنها كانت بحاجة إلى سيجارة أقوى قليلا
انتهت خناقتي العابرة مع س بسرعة، بسيجارتين، وفنجاني قهوة، أما خناقتي الأخرى، التليفونية، التي كانت بسبب توغل المسلسلات إلى عقول البعض، فسوف تمتد على حلقات تلو حلقات، نحن الآن في الحلقة التي يبدو فيها أحد الطرفين، اللي هو أنا، مأزوما للغاية، فها هو يدخن كميات كبيرة من السجائر، ومع أن هذه عادته الطبيعية، إلا أن هذا دليل دامغ على أنه مأزوم، أليس متهما بالخداع؟ في حين يجتر الطرف الآخر حبكات درامية لعينة، سعيدا بأنه تعيس ومأزوم مثل أبطال المسلسلات، منتظرا الحلقة الأخيرة، حين يركع الطرف الأول، أي أنا، طالبا العفو والغفران، ومع أني مستعد لذلك من الآن، مع أنني لم أقترف أي ذنب، إلا أن ذلك سوف يلقى رفضا حادا في الوقت الراهن، لأن لازم الجروح تاخد وقتها علشان تندمل، أصعب حاجة على قلب الإنسان إنه يحس انه مخدوع، ومن مين، مخدوع من أكتر حد بيحبه، ثم يتحشرج الصوت، وليتها حشرجة الموت، مش هاقدر أكمل صدقني مش هاقدر سيبني دلوقت يا احمد أنا هابقى أحسن