Monday, October 30, 2006

عن أدهم الصفتي؟




عن متَّى أن عيسى قال "وأما أنا فأقول لكم أحبوا أعداءكم". أظن هذه الصيغة اللغوية كفيلة بإغضاب أي مسيحي، وربما إغضاب أي مسلم كمان. ومن هنا إغواؤها لي.
طبعا صورة أدهم الصفتي لا توجد أعلى هذه الكلمات كدليل على التزامي بأمر السيد المسيح
سهل جدا يا جماعة أن تحبوا أعداءكم. الأعداء فعلا ليسوا مرهقين. ربما يكون الأمر خاصا بي أنا أكثر من غيري. أقصد ربما تكون عندي مشاكل نفسية تجعلني أفضل الأعداء، تجعل حب الآخرين لي عبئا ثقيلا فعلا. قد يقال إن الحب لا جزاء له إلا الحب. وهو في هذا يختلف عن الحج المبرور الذي لا جزاء له إلى الجنة. وقد يكون عندهم حق. دعكم من أنواع الحب الرديئة مثل البنوة والأخوة والزواج ـ عندي أسباب تجعلني أستثني مشاعر الأبوة والأمومة ـ فهذه أنواع من الحب القائم على المنفعة وهات وخد، وهذا على فكرة رأيي من زمان، من أيام ما كتبت قصيدة اسمها رومانتيكا متشككة في قصة الحب دي تماما، يعني ماحدش يحاول يقول إن الجواز غيرني. مش عايزين مشاكل والنبي
من زمان وانا شايف ان الحب الحقيقي، وان العلاقة السوية فعلا، هي الصداقة. ماحدش عايز حاجة من حد غير وجوده. مجرد وجوده. إصغاؤه ممكن. وحاجات بسيطة من النوع دا. خصوصا لما الأصدقاء يكونوا ناضجين شوية. لما بيكونوا مختارين بعض كويس. لما بيمر وقت كافي يوقع ناس ويبقي ناس
أبويا ماكانش عنده أصدقاء. يمكن صديق واحد بس لما كان بيزوره كنت باشوف إنسان مختلف عن الأب اللي أنا عارفه. ومات صاحبه دا. أنا كنت محظوظ في أصدقائي جدا. لي أصدقاء حقيقيين بوفرة. طبعا العدد قليل. لكن باعتبار ان فيه بشر بتعيش حياتها كلها من غير صاحب، أقدر اعتبر نفسي محظوظ.
من كم سنة واحد صاحبي أمه ماتت. ولقيت مراته بتتصل بيا بتبلغني بدا. فقررت ماعملش أي حاجة. لأني أساسا ماحضرتش جنازة جدي وخالي وناس قريبين جدا مني. لكن العلاقة الإنسانية القوية اللي بتربطني بالزوجة خلتها تقول لي بوضوح إني لازم أكون موجود معاه، لأن مالوش أصحاب غيري.
هو عايش في قرية بعيدة جدا، رحتها في حياتي كلها مرتين، منهم المرة دي، ركبت أغرب مواصلات في الدنيا. يمكن كنت متصور اني واقف مع ابويا نفسه، لأنه هو كمان ماكانش له غير صاحب واحد
كل دا عادي جدا. مش دي الأعباء اللي باقصدها خالص، في الآخر روحت بيتنا ونمت ويوم ضاع مش حكاية
فيه أعباء مش ممكن احتمالها بجد. مش ممكن التعايش مع وجودها. أعباء تخلي الواحد يتمنى لو الدنيا كلها أعداء وبس. أعباء زي اني افتح بلوج أدهم الصفتي فألاقي في البروفيل بتاعه سؤال مباشر جدا: لو وقعت كل نمر التليفونات من دفتر تليفوناتك، إيه أول رقم هتدور عليه وليه؟ وكان الجواب مباشر جدا، أحمد شافعي لأنه صاحبي
دي حاجة توجع القلب. حاجة مايتردش عليها. نوع من القسوة الناعمة. مش باقول ان ادهم كان بيقصد شر. يمكن حتى جوابه على السؤال مش شايل كمية المشاعر اللي انا حسيت بيها دي.
مش عارف في الزيني بركات المسلسل واللا الرواية، كان الزيني بيعلق المعتقل ويدهن بطن قدمه بمية وملح، ويخلي معزة تلحس بطن رجله. لا هي كلب بأنياب ولا أسد بن أسدة معلق تلات نجوم على كتفه. معزة بلسان. كان بيعذب بالضحك
اللي يغيظ بقى ان أدهم كاتب عن صاحب ليه اسمه كريم، وبيقول عنه انه عمره ما داس على الزراير اللي ممكن تؤلم أدهم، مع أنه عارف بوجودها. يعني م الآخر، أنا شايف أن أدهم يعرفني على كريم، ويشوف له هو أي اتنين تانيين يعرفهم