Friday, February 28, 2014

كيف تكون مملا ومبهرا في وقت واحد؟

كيف تكون مملا ومبهرا في وقت واحد؟*

1
لا أعرف لماذا ـ وأنا في المرحلة الابتدائية ـ كان أهلي يرسلونني عصر كل يوم إلى مدرس خصوصي؟ لم يكن غبائي قد ظهر بعد، وضعف قدرتي على التحصيل، وبلادتي، بالعكس، كان يبدو أنني ولد لديه بعض الاستعدادات الجيدة، فلم ألتحق بالمدرسة أصلا إلا وأنا أحفظ ربع القرآن الأخير على الأقل، مواصلا حفظ أجزائه الأخرى (سيكتمل حفظي للقرآن وأنا في الصف السادس، وأبدأ كتابة الشعر في الصف الأول الإعدادي، وأنسى القرآن تماما في الصف الثاني الإعدادي، وأندم على ذلك، فأحاول حفظه من جديد في الثالث الإعدادي، دون جدوى)، ولم أكن بدأت في حفظ القرآن ـ في الرابعة من عمري ـ إلا وأنا أجيد القراءة والكتابة؟ عموما، كان الجميع يذهبون في الصباح إلى مدارس القرية المختلفة، وفي العصر تجدهم زرافات زرافات متجهين إلى نفس المدرسين الذين يدرسون لهم في المدرسة!! إلا العبد لله؟ كانت تدرس لي (كل المواد) في المدرسة أستاذة من أرق من قابلت في حياتي، وأكثرهم صبرا وحنانا، اسمها "زكية" ولكنها امرأة، والنساء ـ في ذلك الوقت على الأقل ـ ما كن يمتهن الدروس الخصوصية، ثم إننا كان لنا قريب يعدمل مدرسا ابتدائيا، فكان لزاما على أبي أن يرسلني إليه.
هكذا، في تلك السن المبكرة، كان عليّ أن أعرف وجهي الحياة معا، د. جيكل ومستر هايد، قابيل وهابيل. زكية في الصباح، وجمال بعد الظهر. قضيت سنوات الابتدائي الست محاولا إقناع أبي أنني لا أحتاج إلى الأستاذ "جمال"، وقضاها هو يوضح لي أنه "إذا لم يفد فلن يضر".
لكنه كان يضر. ذلك الخوف المقيت الذي كان يستولي علي منذ لحظة خروجي من البيت وحتى لحظة انعتاقي وخروجي من بيته حيث كان "يدرس" لنا. كان الرجل فيما يبدو قد أعد نفسه ليصبح سفير مصر في واشنطن مثلا، ثم وجد نفسه مرغما على إهدار قدراته مع هؤلاء البلداء الصغار، فكرههم. أو ربما قيل له إن حالة الإرهاب التي كان يجعلنا فيها هي أنسب حالة لتلقي العلم! لا أعرف، المهم أنه كان يتعامل معنا بوصفنا أسرى. كان أنبه تلميذين لديه هما أنا وابن أخيه، واسمه أيضا أحمد، بل أحمد شافعي أيضا. وكان كلانا أكثر من يتعرضون لأذاه، والحق أني كنت تاليا لأحمد، فالأخير ابن أخ مباشر، يستحق قدرا أعلى من القسوة لتحقيق مستوى أعلى من المعرفة.
كان لذلك المعلم أبناء شديدو البراءة، أو هكذا كانت تبدو وجوههم. وحدث أن التقيت بأحد هؤلاء، بعد سنين كثيرة، عندما أنهيت دراستي، وأصبح هو طالبا جامعيا، كان اسمه أيضا أحمد، بل وأحمد شافعي. شيء صعب جدا أن يكون هناك كل هذا الكم من "أحمد شافعي".
كنا في المترو، وهو أسرع وسيلة انتقال داخل القاهرة، لا أذكر أني قضيت فيه مطلقا أكثر من عشر دقائق، اللهم إلا حين كنت أقطع القاهرة كلها مثلا. فلا بد إذن أن اللقاء كان وجيزا للغاية، لكنه بدا بالغ الثقل. لم يكن ذلك لاحتفاظي بمشاعر تجاه الأب المدرس القديم. بل الولد نفسه. فجأة وجدت نفسي أمام أحد كالحي الوجوه الذين كانوا يقابلونني في الكلية محاولين إقناعي بأن شعر التفعيلة "حرام"، وأن "قصيدة النثر" كفر صريح، وأن نجيب محفوظ ما حصل على نوبل في الأدب إلا لخروجه عن الملة وأن "نجيب الكيلاني" (صاحب الروايات الإسلامية) برقبته، وأن الشعر تعريفا هو ما تنشره "مجلة الأزهر" في صفحاتها الأخيرة في ذكرى الإسراء والمعراج، بينما حركة تجديد الشعر العربي كلها تمت وتتم بتمويل من السي آي آيه، ولو أن الأمر يقتصر على الفن لهان، لكن هذه الفئة من الناس تركز أكثر ما تركز على  التاريخ، فيكذبون. يكذبون. يكذبون ولا يتعبون من الكذب. والمشكلة أنك حين تقابل صغيرا كالذي كان يطلع لي من بين عشب الأرض في الكلية ومن خلف كل باب أفتحه فيها ومن بين كل رفين في المكتبة وفي كل سيارة أجرة من سيارات مدينة بنها الصغيرة، أو كذلك الذي ظهر لي في القطار، فإنك تعرف أنه لا يكذب، بل هو حافظ يردد ما حفظ.
عشر دقائق في قطار، كان المفروض أن نتعرف خلالها ـ نحن أبناء العمومة البعيدة ـ على أحدنا الآخر. لكنه أحالها فجأة إلى خطاب دعوي. طيب يا ابني هات لي أحدا كبيرا يكلمني. يا ابني هذا الذي يخرج من بين شفتيك ليس كلاما، إنه بالكثير أزيز، أنت تردد، هذا نفس الكلام وهذه نفس الاستشهادات، بل إنكم تضحكون في نفس المواضع، يخرب بيت شيطانكم!
في العام الماضي. في زيارة لبيت أبي، وجدت بعض أقربائنا معا، يتكلمون بإعجاب عن "أحمد شافعي"، الصغير الذي قابلني في القطار، وقد صار الطبيب الشاب الخلوق الخدوم. عرفت إذن أن الولد الصغير كبر، وحصل على دور في اللعبة الرخيصة، لعبة ملأ الفراغ الذي تركته الحكومة في شوارع مدن مصر وقراها. لعبة تقديم الخدمات الصحية والتعليمية والرياضية بأجور مالية رمزية وفي مقابل تأييد مرشحين انتخابيين يوشك الواحد منهم أن يقول للناخب إما أن تصوت لي أو تصوت في الجحيم. لا أظنني بحاجة إلى القول بأنني استمعت إلى أولئك الأقارب دون أن أفتح فمي بحرف.
واليوم، يطلب مني أحمد شافعي أن أقبله صديقا على الفيسبوك.
من بين ستمائة صديق تقريبا ـ وهو عدد متواضع جدا بمقاييس الفيسبوك ـ ليس لي فعلا غير ثلاثة أصدقاء. كنت دائما أعتبر أني شخص محظوظ بأصدقائه، دائما كان في حياتي أصدقاء مقربون، ودائما كنت أعتبر الصداقة العلاقة الإنسانية المثلى، فهي حب بلا تبعات ولا شروط. أو هي حب بأقل قدر ممكن من التبعات والشروط، وأيسرها أيضا. في كل عقد من حياتي تقريبا، كان هناك أولئك الأصدقاء الثلاثة، تتغير الأسماء، ويبقى العدد، تتغير وسائل المتعة المشتركة (من مجرد الخروج على الدراجات عصر كل يوم، إلى الكاسيت وشرائط الثمانينات والتسعينات، إلى المقهى والسينما والمسرح) ويبقى العدد. وفي هذا  العقد بالذات، أشعر بالعدد مهددا أكثر من ذي قبل. فكيف، إذن، أصبح لي على الفيس بوك ستمائة صديق؟
ليس إطلاقا لأن الكثيرين يريدون أن يتخذوني صديقا، بل لأني بت بحاجة ـ بما أنني هنا في عمان ـ إلى معرفة "أخبار" زملاء الكتابة الأدبية والصحفية، معرفة ما كنت أعرفه ببساطة بمجرد وجودى على مقهى "الندوة الثقافية" في وسط القاهرة مرة كل أسبوع.
وها هو "أحمد شافعي" يظهر لي. أجد على البريد الإلكتروني رسالة تقول إن "أحمد شافعي" يريد أن يصبح صديقا لك. فأزمجر، أنت آخر شخص يمكن أن أصاحبه، إنني لا أحتمل ظهورك في المرآة أصلا يا رجل. ويتبين أنه ليس أنا. يتبين أنه صبي المترو، طبيب القرية، ذو الوجه البريء. وتتحرك يدي ببساطة لترفض الطلب. ثم تتردد. ويبقى الطلب معلقا.
عندي بالفعل أصدقاء يدعونني كل يوم أن نجعل رسول الله (ص) أكثر الشخصيات جماهيرية على الفيسبوك، أو الاشتراك في مجموعات بريدية تعلمني كل يوم تسبيحة، أو جمع مليون توقيع لحمل إدارة الفيسبوك على إلغاء مجموعات مزعجة بالنسبة لهم. وعندي أيضا أصدقاء مهمتهم في الحياة أن يذكرونني كل يوم بجريمة أنني أتنفس بهذه الغزارة في حين يعاني إخوة لي في غزة من عدم وصول الأفوكادو إليهم. وها هو أحمد شافعي يقترب، وإني أرى الابتسامة على شفتيه، نفس الابتسامة التي توزعها الجماعة على أعضائها، الملصق الذي يخفون من ورائه حطام ذواتهم.
لا يا عزيزي. أعرف بالفعل من يريدون دخول الجنة على حسابي، وهم مزعجون بدون حتى أن يكون اسمهم أحمد شافعي.
2
أدخل إلى حيث اللقاء مع الشاعر عدنان الصائغ فلا أكاد أجلس حتى يقول إنك لو وضعت إصبعك على أي بقعة من الخريطة لوجدت فيها شاعرا عراقيا منفيا. معقول! كل هذا العدد من الشعراء العراقيين! شيء عظيم. المعاناة حقا هي التي تخلق الفن. والفن يحقق المتعة. وإذن مع انتشار الشعراء العراقيين هكذا في العالم يكون هناك قدر كبير من المتعة في كل مكان. ويمكن أن نتوقع الكثير من الشعراء الفلسطينيين والأفغان. ما شاء الله. يوشك المرء أن يشكر أمريكا، ومثلها إسرائيل ومن قبلهما الدكتاتوريات المنتشرة في مواضع من الخريطة نعرفها جميعا. ولكن المرء ليس مجنونا ليشكر الدكتاتورية أو أمريكا.
في طريق عودتي إلى البيت، أسأل نفسي: كم دولة في العالم؟ وأجيب: لا أعرف. فأوبخ نفسي. ألا تعرف أي شيء؟ ألا أسألك أبدا عن شيء فأجد لديك إجابة؟ كم دولة في العالم، انطق. فأقول: مائة دولة. ولأنني ـ كسائل ـ لا أعرف الإجابة، فإنني أقبل بهذا العدد الضئيل. ولأنني لست مهتما أصلا بعدد دول العالم، أنتقل فورا إلى الخطوة التالية التي أثق أنكم خمنتموها. أحاول أن أحصي مائة شاعر عراقي، وكالعادة، أبدأ بالموتى. والنتيجة؟ النتيجة أنني أعدل العبارة قليلا: لو وضعت إصبعك على أي بقعة (من البقع التي سنحددها معا لاحقا) في الخريطة لوجدت فيها شاعرا عراقيا.
وأقول لنفسي، إنما هو شاعر، وهذه المبالغات مقبولة من الشعراء طول الوقت، فهي المبالغات التي تزيد من رحابة هذا العالم. وأقول لنفسي إن أدونيس قال ـ في ديوان مبكر له ـ إن كتابة قصيدة جديدة يزيد من سعة الأرض. حيث قال "عش ألقا واكتب قصيدة وامض/ زِد سعة الأرض". فترد علي نفسي بأن الأرض تزداد سعة لأن الشاعر نفسه سيمضي عنها مما يفسح المجال لظهور شخص جديد.
وهكذا دأبي مع نفسي: لا يحتمل أحدنا من الآخر كلمة.
3
لو سلمنا (ومن لم يسلم فليس منا) بأن أبانا آدم خلق في الجنة وعاش فيها طرفا من حياته إلى أن طرد منها منفيا إلى الأرض. يكون الإنسان بهذا أول كائن فضائي يستقر على هذا الكوكب الذي نعتبره كوكبنا. وذلك يفسر ما استقر في وعينا الجمعي من أن مجيء الكائنات الفضائية إلى الأرض سوف يكون "غزوا" و"وبالا" على الإنسان صاحب حق الانتفاع بهذا الكوكب. لا يصبح هذا الظن، إذن، مصادرة على المستقبل، بقدر ما هو دليل على أننا نستفيد من تجارب الماضي.
4
ليس أبسط عقلا من مذيعة تسأل عن سمات "الشخصية المصرية" إلا الكاتب الذي ينبري لتحديد هذه السمات؟
5
"ذكرياتي معه قليلة" هكذا يقول الشاعر عبد المنعم رمضان  عن الشاعر محمد عفيفي مطر، ويستدرك رمضان قائلا: "ولكن الصحيح أن ذكرياتي مع الجميع قليلة، لأنني أفضل أن تحرسني جدران منزلي أغلب الوقت، أفضل هدأة البيوت علي ضجة الشوارع".
وأنا أيضا
6
لعلي كتبت هنا من قبل عن وظيفة "الديسك" في الصحيفة، ذلك الذي يتصور البعض أن مهمته أن يصنع من الفسيخ "شرباتا" (والشربات اسم قديم للعصير والفسيخ سمك منتن يؤكل ويزاد حلاوة وفتكا كلما ازداد نتنا). أحسب أني فعلت هذا في ثنايا قصة مملة عن امرأة سميتها "العمة سوزي". لمهنة الديسك فوائد أخرى، منها مثلا ما أوجزه فيما يلي:
كيف تكتب مقالا طويلا؟
1 ـ أن يكون لديك ما يحتاج إلى مقال طويل. وفي هذه الحالة لا داعي لقراءة النقاط التالية.
2 ـ أما إذا كنت تقرأ هذه النقطة وما يليها، فأنت تعرف معنى ذلك. معناه أنك ليس لديك ما تقوله، ولكن لديك الرغبة. وهذا هو المطلوب. امتلك الرغبة في كتابة مقال طويل.
3 ـ ابدأ في ذلك.
4 ـ لا تقل "برغم"، بل قل "على الرغم من"، ولا تقل "لكي" بل "من أجل أن" وإياك إياك من اللام التي تدخل على الفعل فتصبح وإياه كلمة واحدة، ونحن نريد أكبر عدد ممكن من الكلمات.
5 ـ ابدأ بمقتطف من كاتب غربي مهم، وجوجل سوف يساعدك في البحث عنه، وضع هامشا في نهاية المقال اكتب فيه نبذة عن هذا الكاتب، وويكبديا سوف تساعدك في هذا. (يمكن بالمناسبة ألا يكون الكاتب غربيا حيث يقال إن هناك كتابا في أماكن أخرى غير الغرب)
6  ـ بعد المقتطف، ضع مقتطفا آخر لكاتب آخر (جوجل)، وفي النهاية هامشا تعريفيا آخر (ويكبديا)
7 ـ لا تضع مقتطفا ثالثا، وإلا سيعرف القارئ أنك ليس لديك ما تقوله، ولكن ضع هذا المقتطف في ثنايا المقال نفسه، ولا تنس الهامش التعريفي الثالث
8 ـ ابدأ من بعيد. لو كان موضوعك مثلا هو "النظافة من الإيمان". ابدأ بالكلام عن الموسيقى، عن حفل موسيقي حضرته (اسرد عناوين المقطوعات، وتكلم عن المايسترو ـ لا تنس ويكيبديا، وجمال المكان ـ ووجه الشكر للإدارة المسئولة عن المكان الذي استمعت فيه للموسيقى، وقارن بين أدائها وأداء الإدارة السابقة) ولتكن هذه الفقرة من 600 كلمة مثلا.
9 ـ ولكن. "ولكن" هذه مهمة جدا، فهي أشبه بـ "أما بعد". وعندما تكتب "ولكن" احذر أن تتركها هكذا وحيدة. تعال إلى السطر التالي واكتب "وآه من لكن".
10 ـ تكلم عن "لكن". أنا شخصيا لا أنصح بهذا إلا في حالة الرغبة في كتابة مقالات بالغة الطول (تنشر على حلقتين أو ثلاث).
11 ـ بعد "ولكن" و"وآه من لكن". اقترب من الموضوع. (بينما كنت تستمتع بالموسيقى، كانت هناك تلك المرأة التي يفوح منها العرق). تكلم عن العرق (ابحث عن تعريف في ويكبديا يقول إن العرق نفسه بلا رائحة، ولا بد أن تكون هناك معلومة كتلك، ابحث وستجدها، أنا واثق) وعن أنواع مزيلات العرق، التي قد تكون غالية، وعن طرق طبيعية رخيصة ـ لا تكلف ـ للتخلص من رائحة العرق. (300 كلمة على الأقل ـ إذا لم تجد المعلومة التي تقول إن العرق بلا رائحة، أما لو وجدتها فاندهش من ذلك في 300 كلمة على الأقل)
12 ـ اقترب من الموضوع، ولكن بحذر، تمثل أنك تركن سيارتك على جبل، خذ وقتك. مهد لنفسك، وليكن ذلك من خلال التعبير عن تحرجك مما ستقول، خاصة وأنت تعرف مركزية النظافة في حياة المجتمع الذي تكتب له، مثلا، أو شيء من هذا القبيل.
13 ـ انتقل الآن إلى الموضوع الأساسي لمقالك، وابدأ بمقتطف، نعم المقتطف الذي نصحتك بعدم كتابته في البداية. وليكن هذه المرة حديثا شريفا من أحاديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم (لا تكتب "ص" أبدا فالاختصار عدوك الألد).
14 ـ أحب الأقواس. لا أقول لك استعملها، بل أحبها. آمن أن اللغة بدأت بالأقواس، ثم كانت الحروف من بعد والكلمات. الأقواس مكانك، فيها تستعرض معلومات منقطعة الصلة، شباكك الذي تقف فيه فتبدو واسع المعرفة، عظيم الاطلاع، حافظا للمأثور من الأقوال.
15 ـ أسهب. اضرب أمثلة. تذكر مشاهد في أفلام، ألم تسمع شيئا ذا صلة في الإذاعة، في طفولتك، ماذا عن الإذاعة المدرسية؟ ماذا عن النصائح المكتوبة على كراسات التلاميذ، ألا تزال موجودة (لو موجودة اندهش ـ ولو كانت غير موجودة فطالب)، دور المدرسة، الإعلام (تعددت وسائله يا رجل، لماذا البخل، لماذا تقول الإنترنت ويمكنك أن تقول الشبكة الدولية للمعلومات المعروفة بالإنترنت بما فيها من مدونات ومواقع اجتماعية كالفيسبوك ـ واضح؟) بدأت تفهمني.
16 ـ أنه مقالك. لخص كل فقرة كتبتها في جملة. كن مملا، لا تهتم.
17 ـ المقالات الطويلة لا تنتهي. قم الآن فاشرب قهوة، أو تابع فيلما، أو دخن سيجارة. ثم ارجع. فدون ما خطر لك.
18 ـ أعد قراءة المقال. هل توجد "لكي"؟ هل أفلتت منك أي "برغم"؟ هل ثمة أي "ولكن" لا تليها "وآه من كلمة لكن"؟ حسن إذا وجدت شيئا من هذا فأنت تعرف ما عليك أن تفعله؟
19 ـ هل سترسل هذا للمقال للنشر؟ هل تريد نشره في صحيفة أم في موقع إلكتروني؟ هناك نصائح لضمان النشر، فانتظرني، وحتى آتيك بالخبر اليقين، خذ هذه: كن لحوحا

* نشرت في "شرفات" بتاريخ 27 يونيو 2010 ضمن مساحة لليوميات لم تستمر طويلا