جولة في الحديقة التي تستقبل زوارها في جميع أنواع الأيام

جولة في الحديقة التي تستقبل زوارها في جميع أنواع الأيام

هذه الشجرة أنقذناها من حريقٍ في فيلم كارتون

هذه الشجرة معها نافورة نحاول أن نعرف مكانها

هذه الشجرة تظل أوراقها خضراء بالليل

هذه الشجرة لا يمكن أن تقرئي في ظلها غير أجاثا كريستي، وربما أمبرتو إكو

هذه الشجرة لا تظهر إلا في السينما، لذلك لا نراها الآن

هذه الشجرة تصورت أن نيوتن جائع، وحدث ما حدث، وحاولي الآن أن تقطفي تفاحة، وصدقيني لا يمكن، فأين أصلا التفاح، تأكله بالكامل

هذه الشجرة الحزينة، كانت ستصبح قيدوما، ثم أخذوا أختها

هذه الشجرة أصلا مسلَّةٌ وقعتْ عليها سحابة

هذه الشجرة عند سن معين نصنع في ساقها ثلاثة أدراج، واحد للماء وواحد للعصافير وواحد للظل

هذه الشجرة كانت بيضاء واتهموها، تقول "ظلما"، في حريق الغابة

هذه الشجرة لا تتكلم عن نفسها أبدا، وليس عن تواضع، ولكن لغة نوعها بلا ضمير للمتكلم، وهكذا نميمة فقط

هذه الشجرة تتمايل طول الوقت، ترفض قصيدة النثر، وتكره أن أتكلم عنها الآن

هذه الشجرة لا أكاد أعرف عنها شيئا، منذ جاءت لا نفهم منها شيئا، انظري .. ولا ورقة واحدة، فقط تهتهات صغيرة خضراء تسقط حتى بدون خريف

هذه الشجرة تقول لي كلما مررت من هنا:

أنتِ .. واحِدَة .. مملة

هذه الشجرة هي الأقرب لي، تتكلم الإنجليزية فقط، لكنها تتدرب على العربية، وستعمل بدلا مني عندما أتقاعد

ـ مرهبا بي هَادْ را تِكْ .. هَدرتِك

هذه الشجرة قُضي على سلالتها أن تكون كلٌّ أنحفَ من أبويها، وهكذا كلما لا ترين شجرة، هنا أو في أي مكان، فأنت ترين هذه الشجرة، أي أن بين كل كلمتين في الوجود، لا يوجد فراغ أبيض.

سبتمبر 2008