Saturday, July 30, 2011

كتابات ـ لعلها ـ عن الجسد

-->
كتابات ـ لعلها ـ عن الجسد*
يتلقي "سين" رسالة إس إم إس من "صاد" الذي يقدِّم نفسه باعتباره معد برنامج من برامج ـ اللهم احفظنا ـ التوك شو، يدعوه فيها إلى المشاركة مع مجموعة من الضيوف في فقرة مخصصة لمناقشة زنا المحارم، فيسأل سين نفسه أسئلة متلاحقة تنتهي بـ "من أنا؟"
من جملة ما يسأل سين نفسه: هل بلغهم شيء؟ ويستبعد هذا؛ فالحكاية قدمت الآن. إذن، هل لمهنتي ـ  مبيض محارة ـ علاقة بزنا المحارم من قريب أو بعيد؟ هل لا يتم هذا النوع من الزنا إلا في غرف على المحارة؟ أم يظنون أنني صحفي، ومن ثم صالح لمناقشة جميع الأشياء؟
ذلك، تقريبا، مثل حال "ألِف" حينما تلقّى من "نون" رسالة تدعوه فيها إلى الكتابة عن "كتابة الجسد"؟ قال "جمِّلها بالستر يا رب"، وقال "وهل بات هذا معروفا عني؟"، "وهل كتبت ما يضعني تحت طائلة هذه الشبهة؟"، "ترى هل عرف أحدهم بأمر المشهد المحذوف من رحلة سوسو"؟ غير أن ألف يعود فيطمئن نفسه بأن المطلوب منه قد لا يعدو مجرد الكتابة عن "كتابة الجسد في الغرب"، بما أنه مترجم. ويعود فيزيد نفسه اطمئنانا: وهل كتابة الجسد كلها قباحة؟ إذن لسموها كتابة بورنوجرافية مثلا. وهل كلها إيروتيكية؟ إذن لوصفوها بالإيروتيكية، غير مرغمين على عناء البحث عن تسمية جديدة.
***
لا أعتقد أننا نسمع الشيء نفسه حينما نسمع مفردة "الجسد". وليس ذلك فقط لتباين خلفياتنا التي تجعل "الجسد" لدى بعضنا قضيبا وفرجا فقط، أو قلبا ووجدانا فقط، أو عقلا فقط، أو روحا فقط. صحيح أن حصر الجسد في مكون واحد من مكوناته هذه ـ أو في بعضها أو في غيرها ـ يقتضي درجة ما من ضيق الأفق، إلا أن ضيق الأفق هذا نفسه كان ولا يزال وراء إنتاج نصوص لا ينبغي تجاهلها عند محاولة استكناه معنى "كتابة الجسد"، بل إن النظر إلى مجمل هذه الكتابات هو السبيل الوحيد إلى فهم هذا المصطلح، إن كان مصطلحا بالأساس، أعني إن كان ثمة ما اصطلحنا جميعا على فهمه حينما نسمع أو نستخدم "كتابة الجسد". وأنا بالطبع لن أسعى في هذه السطور إلى حصر" ما يصلح ككتابة للجسد، فمن أصلا يملك هذا؟
***
في حدود ما أعرف، راج هذا المصطلح في أواخر التسعينيات من القرن الماضي في الكتابات التي تناولت أعمالا فيها ملامح إيروتيكية أو حتى بورنجرافية. ولكن ما لا أعرفه هو لماذا نشأت الضرورة إلى نحت هذا المصطلح، إذا كان من الممكن الاستعاضة عنه بمصطلحات لها أرصدة في وعينا كالإيروتيكية والبورنوجرافية؟ وإذا لم تكن لديّ إجابة على هذا السؤال، إما لأنني لم أقرأ ما يكفي من كتابات الجسد أو من الكتابات عن كتابات الجسد، فيبقى أنني أجد المصطلح نفسه صالحا كأداة لقراءة نصوص يلعب الجسد فيها دورا أساسيا، دون أن تكون لهذا الدور علاقة بالإيروتيكية أو البورنوجرافية. وفي ذهني من هذه الكتابات ثلاثة نماذج، من "فن الهوى"، ومن "مسخ الكائنات" ـ بحسب ترجمة د. ثروت عكاشة ـ لأوفيد، ومن حكايات الأخوين جريم. والشيء الذي ـ لعله ـ يجمع هذه النماذج معا في قراءتي لها، هو أنها في تعاملها مع الجسد تخرج من ثنائية أجدها ممجوجة؛ ففي أغلبية ما يوصف بكتابة الجسد نراه إما مقدسا نورانيا أو دنسا دنيئا. وهي في تصوري ثنائية مردها إلى الثنائية التي تحملها مفردة الجسد ـ وإن وردت مفردة. فـ "الجسد" ـ بما أنه يحمل هذه التسمية ــ لا يكون نفسه أبدا بل هو جسد الروح، تجسيدها، تجسدها، وهذا ما يجعلنا نقول بكتابة الجسد، لا كتابة البدن، أو حتى كتابة الجسم (برغم تجسَّم وتجسُّم وتجسيم) إذ الجسد خلافا للجسم لا يطلق على غير البشر والعهدة على ابن منظور.
***
"في الوديان الظليلة من غابات إيدا الكريتية، كان فخرَ القطيع ثورٌ أبيض بياضَ اللبن، لا تشوبه سوى حلكة بين قرنيه، تتمنى بقرات جنوسيا وسيدونيا أن يعلوها. ولكم تاقت [الملكة] باسيفاي شغفا أن تصبح يوما للثور خدينة، وكم حقدت على البقرات الوسيمة، تتفرسهن حاسدة واجدة ... قيل إن باسيفاي كانت تجمع بيديها المرهفتين الأعشاب الغضة من أنحاء المرج، تعلف بها آسرَ قلبها، ولم يثنها عن أن تنخرط في القطيع ما كان لزوجها من مكانة. وهكذا أتاحت لثور أن يستهين بمليكها مينوس. لم تعد ثياب المُلْك الأرجوانية ذات جدوى لك يا باسيفاي. أتتجملين بها وحبيبك ثور، لا يلقي بالا للزينة؟ وما غَنَاء المرآة عندك، آبقةً بين القطعان على سفوح الجبال؟ أتخالين أيتها العاشقة الطائشة أن جمال جدائلك المضفورة يلفت إليك معشوقك. هلا ردتك إلى وعيك مرآتُك؟ وهل تراءيت فيها غير واحدة من البشر لا البقر؟"
وتمضي الحكاية(1) بالملكة باسيفاي وقد تمنت أن ينبت بجبينها قرنان! وتهجر الملكة قصرها وتمضي "تحملق في كل بقرة تقع عليها عيناها" قائلة "تبا لك حين تستمتعين دوني بعشيقي ومالك قلبي، أي لعوب أنت تتأودين أمامه، فوق العشب الناعم كي تسلبي لبه" ثم "تأمر الملكة ظلما فتساق البقرة تلو البقرة، إما للحقل لتنوء بنير المحراث، أو للمذبح فيسفك دمها قربانا ... واحتالت على الثور الفاتن حتى جامعها وأودعها نطفته، مستخفية في بقرة من خشب، ونسلت منه نسلا(2) لوثت به سلالتها".
يمكن طبعا ـ بالنظر إلى الحالة الشبقية التي تتملك باسيفاي ـ اعتبار النص كله إيروتيكيا، ولكن ما يجعل هذه الأسطورة شيئا آخر، هو أن مشكلة باسيفاي هي باسيفاي نفسها، مشكلتها هي الشيء الوحيد الذي تراه من نفسها. وهذه المشكلة على وجه التحديد هي التي تضع الجسد في موضع غير الذي سيوضع فيه من بعد في كثير من النصوص، فهو هنا العائق، لا دون التسامي ـ كما عند الصوفية مثلا ـ بل دون المتعة الجسدية، دون اللذة، ولا أقول دون التدني إلى الحيوانية.
ولاحقا سوف يقع أحدب دميم في غرام فاتنة لن يصلح لتمثيل دورها على الشاشة أقل من "سلمى حايك"، فهل هو مقلوب الأسطورة القديمة، أم هي الثيمة ذاتها؟ أن يكون العائق دون الوصول إلى اللذة ـ ولا أقول إلى "المحبوب" ـ هو "الأنا"، وليس عداوة بين أسرتين، أو أعرافا اجتماعية أو طبقية، أو حتى دينية. بل الأنا ذاتها. أو جسد الأنا إن شئتم. وليس ذلك لأن هذا الجسد قبيح كما في حالة الأحدب طيب القلب. بل لأنه ببساطة لا يصلح. لأنه ليس الجسد المطلوب. لأنه الجسد الذي لا يقدم للثور ما يشتهيه: فتحة بين كفلين عليهما روث يابس.
***
وفي "مسخ الكائنات" لأوفيد أيضا، حكاية إيفيس. وإيفيس اسم يطلق على الذكور والإناث.
يحكى أن فتاة ولدت لأب كان ينتظر ذكرا، فأخفت أمها ـ وهي تيليثوزا الكريتية ـ حقيقة جنسها، بل لقد كذبت، مدعية أنها أنجبت ذكرا، وفرح الأب بالمولود وسماه إيفيس، وألبست الأم ابنتها ثياب الذكور، وحينما بلغت الثالثة عشرة، بقسمات جميلة جمالا يشترك فيه الإناث والذكور، خطب لها أبوها وهو يحسبها ذكرا فتاة اسمها إيانثي. كانت إيانثي متولهة بإيفيس، والمدهش أن إيفيس وقعت هي الأخرى في غرام إيانسي، فكم كان ألمها وهي تناجي نفسها قائلة "إن البقرة لا تهيم بحب بقرة، والفرس لا تعشق فرسا، والنعاج تتجه دوما للكباش، وأنثى الوعل تطارد ذكوره، وعلى هذا النحو تتزاوج الطيور. ولا ينطوي عالم الحيوان على هيام أنثى بمثلها. ليتني لم أولد، غير أنه مقضي أن تنبثق على أرض كريت هذه الأحداث النكراء. لقد أحبت ابنة الشمس(3) ثورا حقا، لكنها أنثى تعشق ذكرا. أما حبي أنا فهو ـ لو كشفتُ عنه ـ أكثر شذوذا من حبها، فقد كانت لذة الجسد التي ترقبها هي التي أغوتها، وقد استطاعت بالحيلة حين تخفت في تمثال على صورة بقرة أن تسعد بالثور الذي تخيلته عاشقا حقا. غير أنه على الرغم من ومضة العبقرية التي تمثلت في تمثال صنعه ديدالوس ... فإنه لو عاد ما استطاع أن يفعل لي شيئا، ولما استطاعت فنونه السحرية أن تحيلني من فتاة إلى شاب، ولما استطاع أن يحيلك أنت يا إيانثي إلى صبي ... إن الطبيعة هي سبب بلائي". واقترب موعد الزفاف، بعدما استنفدت إيفيس كل حيلها للتأجيل. واصطحبت تيليثوزا ابنتها إيفيس إلى المعبد وصاحت "يا إيزيس، أنت يا من تقطنين الباريتونيوم وحقول مريوط وفاروس والنيل المتشعب إلى سبعة فروع، أسرعي إلى نجدتنا" ومضت في تضرعاتها إلى أن اهتزت جنبات المعبد، وخرجت الأم من المعبد وبصحبتها إيفيس التي "اتسعت خطواتها عما كانت عليه من قبل، وقد فقدت بشرتها نعومتها، وغدا شعر رأسها قصيرا مصففا في بساطة، وأصبحت قسمات وجهها أكثر صرامة، وبدت أقوى مما كانت وامتلأت نشاطا قَلَّ أن يمتلئ به جسد أنثى، واستحالت هذه الأنثى الرائعة الجمال فتى في غمضة عين! هيا إذن أيها الزوجان السعيدان احملا هداياكما إلى المعبد وانعما بالفرحة في طمأنينة".
هذه بدورها حكاية يلعب فيها الجسد ـ أو الجندر ـ الدور الأساسي. ولا يرمي الشاعر من هذه الحكاية ـ كما لم يرم من حكاية باسيفاي ـ إلى الإثارة، أو الإيروتيكية. بل إنه لا يبالي كثيرا بالصراع الاجتماعي الممكن بين إيفيس وأبيها، أو بينها وبين محبوبتها، وهو الصراع الذي لا أحسب كاتبا في زماننا ليضحي به. هو يهتم بمشكلة إيفيس كما تحددها إيفيس، وإيفيس ترى مشكلتها مع الطبيعة، مشكلتها أنها ما هي إياه، وذلك ما لا يمكن أن تحله براعة ديدالوس، فالأمر لم يعد بالبساطة أو حتى السذاجة التي كان عليها في أيام ابنة الشمس.
غير أن أوفيد لا يعود لينظر خلفه، لا يكلمنا عن إيفيس الجديد هذا، عنه في ذكورته الطازجة: أيّ وعي بقي له؟ من إيفيس حقا حينما جمعه/ها الفراش بإيانسي؟ تراه كان يستمتع وهو ـ مثلا ـ يلمس شعرها، أم كان يتذكر شعره هو حينما كان فتاة؟ تراه كان يلجها فيستمتع بها، أم يتعرف على الإحساس الذي كان بوسعه قبل ليلة واحدة فقط أن يمنحه؟ تراه نعم بمنحة إيزيس، أم وقع فريسة معاناة كالتي عانت منها زهرة كرز ـ في قصيدة لي ـ كانت في حياة سابقة فراشة، وفي حياة أسبق شاعر ياباني، ثم إذا بها وهي زهرة كرز تريد أن يقطفها أحد، وهي لا تعرف إن كانت هذه رغبة شائعة بين زهور الكرز؟
***
 ولدى الأخوين جريم حكاية أخرى سوف تنتهي بالزواج أيضا، مثلما انتهت حكاية إيفيث وإيانسي، ولكنها عن الأمير الضفدع.
يحكى أنه كانت هناك أميرة تشرق الشمس فقط لتراها ـ شأن حنان/منى زكي في "دم الغزال" ـ من فرط حسنها، وكانت تلك الأميرة تخرج كل يوم للعب بكرتها الذهبية، طفلة إذن، أو شابة بسيطة العقل، ووقعت كرتها تلك ذات يوم في بحيرة فحدث ما يلي:
"أخرج ضفدع رأسه من مياه البحيرة وقال لها "فيم بكاؤك يا أميرة بهذه المرارة؟"
فقالت "أواه، وماذا بيدك أنت أن تفعل لي أيها الضفدع المقرف؟ لقد وقعت كرتي الذهبية في البحيرة"
يقول الضفدع "أنا لا غرض لي في جواهرك وثيابك النفيسة، ولكن لو أحببتني، وسمحت لي بالعيش معك والأكل في طبقك الذهبي والنوم في سريرك، فسأحضر لك الكرة".
وتأخذ الأميرة الكرة وتفر بجلدها من الضفدع المقرف، إلى أن يرغمها أبوها على الوفاء بعهدها، ولثلاث ليال، يأكل الضفدع من طبقها وينام على وسادتها، إلى أن تصحو بعد ثالث الليالي، فـ "تندهش الأميرة إذ ترى بدلا من الضفدع أميرا وسيما يرنو إليها بأجمل عينين رأتهما وهو واقف بجوار رأسها".
ويحكي الوسيم أن جنية حقودا سحرته، وجعلت منه ضفدعا فكتب عليه الامتثال لقدره إلى أن تأتي أميرة فتخرجه من البحيرة وتجعله يأكل في طبقها وينام في فراشها ثلاث ليال. ويتزوجان.
لا يحكي لنا الأخوان جريم لماذا مسخ الأمير الوسيم ضفدعا، تلك خلفية لن تعنينا في شيء. فالمهم في هذه الحدوتة أن إبطال السحر واسترداد الوسامة لا يتم إلا بقبول الجسد المقرف، ومشاركته الطعام والفراش، لا لليلة واحدة، أو لاثنتين، بل لثلاث ليال. الحقيقة أنه أمر مقزز. إنه ليس قطة في نهاية الأمر يمكن أن تنعم الأميرة بفرائها. بل ضفدع. لعل الأخوين أرادا أن يعلما البشر منذ طفولتهم أن ثمة مقززات لو تقبلوها لنعموا من بعد بالمتعة واللذة!
***
ولئن كنتم وصلتم بالقراءة إلى هنا، فأنتم ولا شك تستحقون مكافأة، فإليكم هذه القصيدة للأمريكية جويس ستيفن
العيش في الجسد
الجسد هو
ذلك الشيء الذي تحتاجه لتبقى على الأرض
والذي ليس لديك منه غير واحد فقط.
ومهما يكن ذلك الجسد الذي لديك
فهو ليس مرضيا لك.
لن يكون جميلا بما يكفي
أو سريعا
أو قادرا على المواصلة لأيام متوالية،
سيهوي بك دائما في مستنقع ناعس
ويطالبك بالتفاح وبالقهوة وبكعكة الشوكولاتة.
الجسد شيء عليك أنت أن تحمله
من يوم إلى الذي يليه.
نفس الحواجب دائما فوق نفس العيون
وفي نفس الجلد حينما تطالع المرآة،
نفس الركبة المتصدعة وأنت تقوم من على الأرض
ونفس المعصم تحت سوار الساعة
التغييرات التي تملك إدخالها قليلة ومكلفة
فالأحسن أن تتركه على حاله.
الجسد شيء عليك أن تتركه
في نهاية المطاف.
وأنت تعرف هذا لأنك رأيت آخرين يفعلونه
آخرين كانوا ذات يوم مثلك
يعيشون داخل كومة عظامهم
ولحمهم، يبتسمون في وجهك، يحبونك
ينحنون في المداخل
يكلمونك لساعات
ثم يجيء يوم
فإذا هم ذهبوا.
ولم يبق لهم عندك
عنوان بريدي.


* نشر هذا النص مبتسرا في العدد الأخير من مجلة الثقافة الجديدة ضمن ملف عن الجسد في الكتابة

(1)حكاية باسيفاي والثور في صفحتي 49 و52 من "فن الهوى" ترجمة د. ثروت عكاشة، هيئة الكتاب، الطبعة الثالثة

(2)ذلك النسل الذي لوثت به سلالتها هو المينوطور، الوحش الذي له رأس ثور، حبيس المتاهة المرعب الذي انتصر عليه ثيسيوس بعون من خيط أريدانة. أما البقرة التي من خشب فقد صنعها ديدالوس لباسيفاي، وسوف يصنع لنفسه لاحقا جناحين يثبتهما في جسده بالشمع ويطير إلى أن تنهي الشمس طيرانه ووجوده.

(3)ابنة الشمس هذه ـ كما يقول د. ثروت عكاشة في هامش من هوامشه على متن أوفيد ـ هي "باسيفاي زوجة ملك كريت". وقصة إيفيس كلها في صفحات 209، 210،211، من طبعة هيئة الكتاب سنة 1992.