طبعا عنوان سخيف، ولذلك لن أكتب أي شيء يتصل به. لأنه عنوان سخيف لا بد من تجاهله، ولا بد من فضحه ووضعه هكذا بحيث يرى الجميع مؤخرته الحمراء. وهو سخيف لأنه كان من الممكن تحويله إلى العجيب في عمرو أو المريب في التمر من بين احتمالات أخرى كثيرة. ونتجاهله تجاهلا، ثم نقول إن العجيب في الخمر هو أنها تعمل في غيابها، وتعمل قبل أن تمارس عملها، وتعمل أحسن ما تعمل قبل أن نكون في رحابها، وانظروا حال إنسان (أعرفه معرفتي بأحمد شافعي وهو من المقربين المنعمين بالقرب) خارج من الدار قاصد البار، إنه لم يرتشف بعد رشفة بيرة، ولكنه يمر في طريقه بجهة أمنية خطيرة، فيرى لافتة عليها تقول إن الدخول مقصور على حملة التصاريح، فيضحك ويكرر بين ضحكاته أنا ممعاييش تصريح، أنا أصلا ممعاييش تصريح. والعجيب أنه في طريق عودته من البار، يكون منكفأ كالحزين، ثم إذا به يضحك حين يتذكر ما ضحك له في طريق الذهاب، فالعائدون من الخمرة ليسوا إما وحوشا أو بشرا، هناك احتمالات أخرى، لأن هناك خمورا أخرى يا صلاح.
ونتوكل ونقول، إن قديسا خيرته امرأة بين فرجها وكأس خمر وقتل طفل، فاختار الخمر، فإذا بها تحبب إليه الفرج، وإذا به ـ وهذا معروف ومجرب ـ ينفره من بكاء الطفل فيقتله، وكان ذلك في آخر العمر، جوزي القديس بارتفاعه إلى مقام البشر.
والسلام عليكم