Monday, February 18, 2008

بعد النادي

قال القاضي: بداية تعالوا نتفق على أن البنت بعشرة والولد بتسعة والشايب بتسعة عشر، ووافقنا لأن مصيرنا جميعا معروف، وافقنا أم لم نوافق. قال القاضي: ولنتفق على أن الفورة من مائة وواحد، ووافقنا، لأن هذا الواحد يعطينا أملا.
قال المهندس لابنته بعد أن عاد من النادي: ماما نامت أم لا؟ والطبيب بمجرد أن دخل البيت رن هاتفه المحمول، فوقف لا يعرف كيف سيرد على تهاني. وحين عدت أنا من البيت وقفت قليلا أمام الباب محاولا أن أبدو أقل إجهادا لأن في البيت من الداخل مرآة. والقاضي لم يخرج من النادي، طلب بيرة، وكان النادل قد أغلق النادي من الخارج وانطلق بدراجته النارية وكان كلما مر بعمود نور توقف وكتب في دفتره، لا توجد عاهرة. فرد القاضي ساقيه وقال إنه لو كان امبراطورا لمنح نفسه وسام الاستحقاق. ولو كان ملكا لمنح نفسه لقب فارس. ولو كان رئيس جمهورية لغير الدستور. ولو كان وزير ثقافة لخصخص الهرم. ولو كان من بنها لكان أقام فيها. ولكنه قاض فقط. كما الأرنب أرنب فقط.
قالة ابنة المهندس، نامت، وواصلة قزقزة اللب. والطبيب قال لتهاني مساء الخير يا ابو حنفي. وأنا ظللت أمام الباب. والقاضي أغمض عينيه للحظة ثم فتحها فإذا بزجاجة بيرة مغلقة ومقلوبة. كان معنا أيضا محاسب تكاليف، ومدرس ثانوي (كيمياء وأحياء) وطبيب نفسي متقاعد. وشخصية مهمة في مزرعة فرش الأسنان. وامرأة، واحدة، جميلة، أرادت أن تعترض على أن تكون البنت بعشرة، وبلا أمل قط في أن تكون بتسعة عشر، لكنها سكتت. وكان معنا طفل صغير جلسنا بعد أن انتهينا من اللعب نشاهده حتى نمت أنيابه.