Saturday, June 16, 2007

لا يا شيخ

شيء سخيف قوي ان الواحد يبقى شاعر، أو مراكبي، أو بتاع بسبوسة. لأنك وانت بتقلب القنوات من ع الكنبة هتقف فجأة لمجرد انك سمعت واحد واقف في الشارع مع مذيعة وبيقول: أصل يا أبلة بتوع البسبوسة دول تقوم تقف للحظة، عشان تشوف بتوع البسبوسة مالهم، يعني تعرف عنك من التليفزيون. امبارح حصل معايا الموقف دا بالظبط، وأنا باتنقل بين القنوات لفت نظري راجل واقف مع مذيعة في الشارع، أول ما شفته وقفت، مع انه ماكانش قال انه بتاع بسبوسة ولا حاجة، بس أنا حسيت انه بتاع بسبوسة. كل حاجة فيه كانت بتؤكد انه بتاع بسبوسة. مش قميصه الروز ولا بنطلونه الجينز الأزرق الغامق اللي يبان محبب بس هو مش محبب ولا حاجة، ولا جزمته البني أم نص رقبة. مش شعره الخشن، ولا نضارته اللي على وشه من سنتين. حتى مش طريقة وقفته كأنه متوقع حد يضربه على قفاه. كان فيه شيء تاني جوهري جدا بيقول انه بتاع بسبوسة، من بتوع زمان اللي على حق كنت لوحدي في البيت وماكنش فيه أي حاجة تمنعني أسمع كلامه للآخر. هو في الحقيقة ماكانش بيتكلم عن هموم إنسانية عامة كبيرة، كان كلامه فئوي جدا، خاص تحديدا ببتوع البسبوسة. خصوصا الأصليين. كلامه مس قلبي فعلا، حسيت انها راحت علينا فعلا. وافتكرت أغنية شادية عن البسبوسة وكده، واتأثرت أكتر لما افتكرت أغنية شادية بتاعة البسبوسة وكده، بجد اتمنينت لو كنت مش بتاع بسبوسة، ولا شاعر ولا مراكبي ولأن ممكن تلاقي حد بيتكلم عن فئة الأحياء، أو فئة الأموات (حتى لو كان مش منهم) أو فئة الكائنات الميتافيزيقية، أو فئة المخلوقات الأسطورية، ولأن حد ممكن يتكلم عن القرود وكأن ميمون وشيتا شيء واحد، أو الحبوب وكأن اللي بتطلع جوة المناخير زي اللي بتطلع عالدقن، إلخه اتغيرت تماما بعد البرنامج بتاع امبارح ده. أول امبارح ـ بقى ـ كنت باقرا الإلياذة للمرة التانية، في المرة الأولانية ضحكت لما وقعت على الأرض بعد أخيليوس اللي هو أخيل ما سلم البت بتاعته لرسل أجاممنون، بعد ما كان عامل بطل وحالف مايديهاله أبدا، ولما جاله الرسل سلملهم البت وقعد يعيط. المرة التانية ـ اللي هي أول امبارح ـ ضحكت بردو، بس ما وقعتش على الأرض بس امبارح ـ بقى ـ افتكرت الحكاية دي وانا قاعد ع الكنبة البني ـ هي مش بني ولا حاجة بس فيه قصيدة باحبها لسونيا سانشيز فيها كنبة بني ـ ورحت معيط