Wednesday, May 02, 2007

عن الحيرة والندم والتسلية

يتنازعني عنوانان لهذا التدوينة، أحدهما هو أنا إيه حكايتي، والثاني هو أين كانت لأه؟ العنوان الأول أغنية لسمير صبري، طبعا لا أحد يحب سمير صبري، هذا جزء من تعريف المواطن المصري، وأنا مواطن مصري، بهذا المعنى المحدد، ولكن أنا إيه حكايتي أغنية لسمير صبري لحنها محمد عبد الوهاب، ولحنها لحنا بديعا يجعلني أتغاضى عن حضور صوت سمير صبري وأسمعها، وأتغاضى عن سكر حلوة الدنيا سكر، التي لحنها بليغ حمدي شخصيا، وغنتها أولا الرائعة إلى الأبد شادية مع مشاركة سخيفة من سمير صبري.
أنا إيه حكايتي؟ سؤال مشروع وواجب، ففيه نقد ذاتي لي كمترجم. ضبطت نفسي بالأمس وقد ترجمت جملة بطريقة غريبة، كانت كاتب المقال يتكلم عن نيكولا ساركوزي وكيف أنه حين ينجح في الانتخابات الفرنسية فسوف يفتح فرنسا أمام رياح العولمة، ولكنني ترجمتها إلى أنه سوف يضع فرنسا في مهب العولمة. الكاتب لم يقل إن العولمة خير أو شر، أما أنا فقلت إنها أميل إلى الشر، برغم أن هذه ليست قناعتي الثابتة. ففي العولمة في الحقيقة جوانب رائعة. لكن ما هو أفدح من لعبة الأمس، هو لعبة اليوم، فقد قال الكاتب إن لدى الإسرائيليين وسائل عديدة لإسقاط رئيس الوزراء في أثناء ولايته إن جانبه الصواب، فإذا بي أقول إنهم كذا كذا إذا ... عفوا .. اعذروني .. حاد عن جادة الصواب.
فعلا فعلا أنا إيه حكايتي؟ صحيح أنا أقرأ هذه الأيام ترجمة محمد مندور الرصينة لمدام بوفاري الرائعة، ولكن متى سمحت لنفسي بالانسحاق أمام لغة أحد؟ أتصور أن التأثير السلبي هذا ليس قادما من لغة مندور. فبالأمس ضبطت نفسي أدندن لعبد الحليم حافظ. وليتها واحدة من أغنياته الثلاث المسموح لي بدندنتها: عدى النهار، أنا لك على طول، سواح. بل أغنية أخرى، فعلا لا أحبها، صدفة، التي غناها لفاتن في جنينة الأسماك، التي لم أذهب إليها إلا مع جمال العوضي
فعلا أنا إيه حكايتي.
أما كنت فين يا لأه، أو أين كانت لأه، فلها ملابسات أخرى مختلفة تماما. ملابسات ببساطة مجهولة تماما بالنسبة لي. الواضح جدا أنني نادم، وهذا صدقتم أم لم تصدقوا إحساس جديد قبل النهارده ما جربتوش، ولا أعرف على أي شيء أنا نادم، ويبدو فعلا أنني كان ينبغي أن أقول لا، صلاح جاهين يؤكد أن كلمة أيوة جميلة بس الأجمل كلمة لا. وهذا صحيح. لا هذه حماية. لو يستطيع الإنسان ـ أنا يعني ـ أن يجعلها الكلمة الأولى دائما على طرف لسانه. سيحمي نفسه طبعا من أشياء كثيرة. يقول س تعال يا أحمد اسهر عندي الليلة، فأقول لا عندي ارتباطات. وأفكر براحتي، ثم أقول بس والله ليه لأه، خلينا نسهر النهارده ونشتغل بكرة. أما لو كنت قلت ماشي الحال، خلينا نسهر عندك، ثم بدأ الهلع والأسى يرتسمان على ملمح بعد ملمح من ملامح وجهي، وأنا أتذكر موضوعا بعد موضوع من المواضيع التي سيتكلم فيها س، فسوف يفهم س أسباب لا حين تأتي بعد فوات الأوان.
يستخدم اللب أيضا للتسلية