كنا نرقص
وددت طول عمري أن أكتب ديوانا أجعل عنوانه "كنا نرقص"، وقلت هذا لأكثر من واحد من أصحابي، أي أن الأمر كان مستحوذا علي، ولكنني لم أكتب فيه حرفا، ربما لأننا لم نكن نرقص. والآن أتذكر هذا وأنا أقرأ أشعارا صينية مترجمة. شيءٌ خرافي. تناغمٌ تام مع كل شيء. تعجب كيف تأتى أن ينحدر أمثالنا نحن من تلك الأرواح النبيلة لهؤلاء الشعراء الذين عاشوا قبل الميلاد ... انتظروا، انتظروا. المسألة واضحة وضوح الشمس. لقد عاشوا، ولكن قبل الميلاد. هناك احتمال إذن أننا كنا نرقص فعلا.
***
تأجيل لقاء القمة إلى أجل غير مسمى
يا جماعة الشعرُ الصيني. يا جماعة الشعرُ الصيني. طيب، كم مرةً مرَّ على "أدونيس" يومُ التاسع من سبتمبر؟ ومع ذلك، هل كتب قصيدة اسمها "اليوم التاسع من الشهر التاسع"؟ هل بدأ أبدا أي قصيدة قائلا "بنيت بيتي جنب البيوت" ولم يكتف فأضاف "قريبا من الناس"؟ هكذا فعل شاعر صيني قديم اسمه "طاو تشيين":
"بنيت بيتي جنب البيوت.
قريبا من الناس.
ومع ذلك لا أسمع صوت ناسٍ ولا صوت عجلات.
ستسألونني وكيف ذلك؟
سأقول إن يغب العقل ينأ المكان"
الرجل لا يلوم أحدا. لا يقول إنه يعاني اغترابا بين أهله. الأمر أنه سرحان. المشكلة عنده هو. والله العظيم يا جماعة، بأحد عشر شاعرا مثل هذا، أنا أقنع الأهلي أن ينهزم للزمالك.
أما لاي يا شباب هذا ولم نصل بعد إلى "لاي بو" الذي كان معاصرا لأبي نواس، وله خمرياته هو الآخر. اسمعوا هذه:
"رافعا للبدر كأسي
داعيا إياه إلى الشراب،
وبه
وبالظل الذي هو لي
وبي
نكون ثلاثة".
وطبعا كان من الصعب أن يكونوا أربعة. أدونيس كان لينصرف من تلقاء نفسه.
***
في السلم الموسيقي لا أجد تُو و فُو و بو. مسكين السلم
سأنسحب أنا وأترك لاي بو يقدم لكم صاحبه:
"على قمة جبلٍ قابلتُ تُو فُو
في أغسطس والشمسُ حارة
تحت قبعةٍ كبيرةٍ من القشِّ رأيت الحزن يكسو وجهه
في السنين التي تلت فراقنا شحب وجهه وخارت قواه
قلت لنفسي يا لَتُو فُو من عجوز مسكين
لا بد أنه عاد من جديد إلى العكوف على الشِعر
ألم أقل لكم سأنسحب أنا
* المقتطفات للشاعرين طاو تشيين ولاي بو